رحلة فريدة - سروار سلطان
كان سروار سلطاني واحدًا من ثلاثة طلاب أفغان تم قبول انضمامهم للدراسة في برنامج الجسر الأكاديمي في عام 2006، وذلك من خلال منحة خاصة حصلوا عليها من قبل سمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر. ونورد هنا قصة سروار كما جاءت على لسانه: “انضممت إلى برنامج الجسر الأكاديمي في الأساس بغرض تحسين نتائجي في اختبار “توفل” (TOEFL) واختبار التقييم المدرسي SAT “سات”. واجهت في البداية بعض المتاعب، فبعد إتمام دراستي الابتدائية والثانوية في واحدة من أقل بلدان العالم نموًا، لم يكن لدي أي إلمام بنظام التعليم الحديث أو الغربي. وبالرغم من أنني كنت على دراية باختبار “توفل”، إلا أني لم أكن قد سمعت قبلاً عن اختبار “سات” واختبار الكليات الأمريكية ACT)). لقد كان برنامج الجسر الأكاديمي فرصتي الوحيدة لفهم نظام التعليم الحديث، وتحسين نتائجي في الاختبار المعياري الموحد وكذلك مهاراتي الأكاديمية. وبكل ما تحمل العبارة من معنى، أصبح البرنامج جسرًا لربط تعليمي الثانوي بالدراسة الجامعية.
بعدما أمضيت عام من الدراسة في برنامج الجسر الأكاديمي، حصلت على قبول للدراسة في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، وهو ما كان إنجاز استثنائي لم يكن ممكنًا أن يتحقق بدون التوجيه والدعم من مدرسي برنامج الجسر الأكاديمي. وتعتمد كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في دولة قطر بشكل أساسي على مهارات القراءة والكتابة، ولم أكن وقتئذ أملك غير المهارات الأساسية للغاية في القراءة وتقريبًا بدون أي مهارة من مهارات الكتابة حتى أنطلق منها. بيد أن ثقل العمل الأكاديمي في البرنامج قد أحدث فرقًا كبيرًا، ما أسهم في تحسين نتائجي في اختباري “توفل” و”سات”، وساعدني في نهاية المطاف على تلقي عرض القبول للدراسة في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في دولة قطر. ويجب أن أشير هنا إلى أن الدراسة في برنامج الجسر الأكاديمي ليست مجرد صفوف دراسية، فالأنشطة اللاصفية، مثل المناظرات ونموذج محاكاة الأمم المتحدة، تلعب دورًا بنفس القدر من الأهمية”.
وفي كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، درس سروار العلاقات الدولية وحصل على شهادة في الدراسات الأمريكية. وبعد تخرجه، عاد إلى وطنه، أفغانستان، حيث أمضى سنة في العمل لدى منظمة دولية مسؤولة عن بناء قدرات الأفراد هناك حتى حصل على منحة دراسية من مؤسسة المجتمع المفتوح، ما مكّنه من استكمال دراسته لنيل درجة الماجستير. اختار سروار جامعة يورك في المملكة المتحدة للدراسة فيها وكتب أطروحة علمية للحصول على درجة الماجستير حول إعادة الإعمار والتنمية بعد الحرب بعنوان: “عملية السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان الجديدة: استراتيجية بديلة لبلوغ الأهداف السياسية”.
وفي عام 2013، أتيحت له الفرصة للانضمام إلى جامعة برينستون كمتعاون زائر في مجال بحوث الطلاب، وهي تجربة مثيرة للتحدي ولكنها محفزة. كما تعامل مع عدد من العلماء المرموقين، إلى جانب تقديمه لنقاشات حول الوضع في أفغانستان في معهد ليختنشتاين التابع لجامعة برينستون حول تقرير المصير حيث قضى بعض الوقت في العمل مع الباحثين فولفغانغ دانزبيكروبر ومايكل باري بشأن المشروعات المتعلقة بالانتخابات والحكم الديمقراطي في أفغانستان.
وبعد حصوله على درجة الماجستير، عاد إلى العاصمة الأفغانية كابول، حيث بدأ العمل لدى الجامعة الأمريكية في أفغانستان، التي أمضى فيها ثلاث سنوات، واشترك في الحملة الانتخابية للرئيس أشرف غني. وعقب فوز الرئيس غني بمنصب الرئاسة، تلقى سروار التشجيع من الجهات التي كان يعمل فيها وأفراد أسرته على حدٍ سواءٍ، ما جعله يقرر التقدم للحصول على درجة الدكتوراه. وفي عام 2016، حصل على منحة فولبرايت لمتابعة دراسة الدكتوراه في الولايات المتحدة. وهو يدرس حاليًا في السنة الثانية في جامعة روتجرز. ومن يدري، ربما يصبح يومًا ما مرشحًا رئاسيًا في وطنه؟
ويملك سروار رؤية متفائلة حول أفغانستان بحيث تكون أكثر نجاحًا من الناحية السياسية وحداثةً وسلامًا، ويسعى بكل جدَّ لبلوغ ذلك. ولا يزال سروار يتذكر سنوات دراسته في برنامج الجسر الأكاديمي باعتبارها أكثر الفترات تشكيلاً لحياته. ويعتقد أن “وراء كل طالب ناجح في برنامج الجسر الأكاديمي، يقف مدرس ناجح. وأنا ممتن جدًا للكثير من المدرسين، بخاصة للأستاذ واين سكليجل الذي لم ييأس أبدًا من مهاراتي في الكتابة الأكاديمية التي كانت سيئة للغاية. وقد اضطررت إلى مراجعة بياني الشخصي ربما لأكثر من 20 مرة. قد أكون مبالغًا، ولكن بالتأكيد كان الأمر يستحق ذلك … نعم، كان كذلك!”
Back to Alumni Association